حكاية كل حجر: ماذا تخبرنا الآثار عن الحضارات العربية؟
في قلب كل حجر من الآثار العربية تكمن حكايةٌ تنبض بالحياة. ليست الأطلال مجرد بقايا صامتة، بل هي لغة ناطقة تحكي عن حضارات عربية عظيمة سادت وابتكرت وخلّدت المجد. في مدينة تدمر، تقف الأعمدة كأنها قصائد حجرية تمجّد ملوكاً وتجّاراً وعلماء. وفي البتراء، تنطق الصخور بأسرار الأنباط الذين حوّلوا الجبال إلى معابد وأسواق متطورة. تُظهر النقوش والزخارف في المدن التاريخية كيف عاش الإنسان العربي، وكيف تطورت أنظمة الري، والفلك، والطب. الآثار العربية لا تُخبرنا فقط عن المعمار، بل عن التراث الإنساني: عن فنانٍ نقش وجهاً، وعن أمّ خبّأت تميمة لطفلها في قبر. إن دراسة الحضارات القديمة من خلال الآثار تكشف عن هوية شعب، وذاكرة أمة، ورسالة خالدة تقول: نحن هنا، وهذه حجارتنا تتكلم.
